استطلاع الرأي مقالات نبذة عن مشاركة Bots Reports انضم الآن!
SELECT LANGUAGE
English
عربى
انضم إلى يو-ريبورت، صوتك مهم.
قصة
من التعلم إلى القيادة: علي يُلهم العمل المناخي في مختلف أنحاء لبنان

لطالما آمن علي، البالغ من العمر 24 عاماً، بأن الشباب يمتلكون القدرة على إحداث التغيير. يدرس علي إدارة الأعمال وبتخصص بالإدارة العامة، وهو مصمّم علي إلى إثبات أن حماية البيئة تبدأ بالتعليم المناخي، وأن العمل المؤثر يبدأ من المجتمع المحلي، برؤية واضحة لبناء مجتمع أخضر ومتين.

يعد علي جزءاً من شبكة متنامية من الشباب الروّاد الذين يعملون على إطلاق مبادرات خضراء تهدف إلى تحويل مجتمعاتهم نحو بيئة أكثر استدامة. بدأت رحلته في مجال العمل البيئي بدافع الفضول، يقول: "حبّي للبحث ساعدني على فهم التحديات التي نواجهها بشكل أفضل. أدركت مدى تأثير تغيّر المناخ على حياتنا اليومية، وعلى صحتنا ومستقبلنا." ولكن بالنسبة لعلي، لم يكن اكتساب المعرفة كافياً. فبعد أشهر من التعلّم والبحث، قرّر أن الوقت قد حان للإنتقال الى الفعل . "حان وقت العمل. حان وقت التغيير. علينا أن نتخطّى مرحلة التنظيف فقط – علينا أن نثقف، أن ننشر الوعي، وأن نبدأ في إحداث تحوّل ثقافي."

تولى علي زمام المبادرة في تنظيم الأنشطة التعليمية حول المناخ في مجتمعه ،بدعم من اليونيسف وشركائها، كجزء من مشروع "Greener Lebanon".  لبركّز علىتعليم الشباب كيف أن ممارسات يومية بسيطة مثل رمي الأكياس البلاستيكية أو هدر المياه يمكن أن تضر بالبيئة. وقبل إطلاق هذه الجلسات، تلقى علي تدريباً على عدة العمل المناخي التي طورتها اليونيسف، والتي زوّدته بالمعرفة والأدوات اللازمة لتوعية أقرانه من الشباب. غطّت العدة مفاهيم ومصطلحات مناخية أساسية، وشرحت مراحل العمل المناخي التي تبدأ بالتقليل من الاستهلاك، ثم إعادة الاستخدام، وأخيراً جمع المواد القابلة لإعادة التدوير وتدويرها. كما تناولت تأثير تغيّر المناخ على لبنان، وعلى الدور المحوري للشباب في مواجهة هذا التحدي.

Ali, youth facilitator and UNICEF Youth Advisory Group membe

قاد علي جلسة تعليمية تفاعلية بمشاركة 45 شاباً وشابة في مدينة صيدا جنوب لبنان، جمعت بين التعلّم العملي والعمل الجماعي. شارك جميع الحاضرين عبر منصة "نحن volunteers"، وهي المنصة الوطنية للتطوّع التي تربط الشباب بفرص المشاركة في العمل التطوعي في مجتمعاتهم.

بدأ اليوم بدعوة بسيطة لكنها قوية: تقديم وعد شخصي لحماية البيئة. لم تكن هذه الخطوة رمزية فقط، بل شكلت محفزاً لتحمّل المسؤولية الفردية والانخراط في العمل البيئي. من خلال هذا الالتزام، شجّع علي المشاركين على تحويل المعرفة إلى عمل ملموس، وأكد أن التغيير يبدأ من الفرد.

اطّلع المشاركون على مواضيع متعددة، من إدارة النفايات والتلوث البلاستيكي إلى أهمية زراعة الأشجار والحد من النفايات. ناقشوا كيف أن تغييرات بسيطة في السلوك مثل فرز النفايات المنزلية أو استخدام عبوات قابلة لإعادة الاستخدام يمكن أن تسهم في الحفاظ على نظافة الشواطئ والشوارع في لبنان. يقول علي: "تنظيف الشاطئ مهم، لكنه مجرد بداية. الأثر الحقيقي يظهر عندما نبدأ في تغيير طريقة تفكيرنا وتصرفاتنا اليومية." ولتعميق التجربة التعليمية وربطها بالواقع البيئي، قاد علي نقاشاً حول أهمية الحد من النفايات الصلبة واعتماد أنماط أكثر استدامة. وأبرزت الجلسة كيف تسهم الممارسات الضارة، مثل الإفراط في استخدام البلاستيك والتخلص العشوائي من النفايات، في تراكم النفايات الصلبة وإنتشار المكبّات العشوائية. كما تدرّب المشاركون على الدور الحيوي الذي تلعبه زراعة الأشجار في تحسين جودة الهواء وتعزيز صحة المجتمعات.


Ali panting a tree


واختُتم اليوم بزراعة أكثر من 60 شجرة وفقاً للمعايير الوطنية للتشجير. وبينما كان يقف بين الشتلات المزروعة، عبّر علي عن تفاؤله قائلاً: "أنا سعيد لأن هذا سيكون ككرة الثلج – سيشارك هؤلاء الشباب الـ45 ما تعلموه مع غيرهم، وهكذا ينمو الأثر الحقيقي."

رؤية علي تتخطى الجلسات التوعوية؛ فهو يسعى لإثبات أن الشباب قادرون على إحداث تغيير حقيقي في مجتمعاتهم من خلال خطوات ملموسة. ويؤمن أن التغيير الجذري يبدأ بالتعليم، وتغيير السلوك وتفعيل مشاركة المجتمعات محلّياً. وبالنسبة له، لا بد من اتخاذ خطوات فعلية على الأرض قبل المطالبة بتغييرات على مستوى السياسات. ويقول: "علينا أن نوصل للناس أن الأمر يخصّ صحتنا، وبيئتنا، ومستقبلنا. هذه مسؤوليتنا، ويجب أن تكون أولوية للجميع." يخطّط علي للاستمرار في قيادة هذه المبادرات بالقدوة، ويطمح لأن يكون عنصراً فاعلاً في إحداث تغييرات سياسية طويلة الأمد نحو الاستدامة البيئية.

يؤمن علي بأنّ كل خطوة تُحدث فرقاً، مهما كانت بسيطة. ويشجع الشباب على اغتنام الفرص لتعلّم المهارات الخضراء، والمشاركة في المبادرات البيئية، وتحفيز الآخرين للقيام بالمثل. "ابدأ بخطوة صغيرة،" يقول. "كن جزءاً من التغيير، حتى لو بدا بسيطاً. كل خطوة تقود إلى أخرى، وهكذا يبدأ التغيير الكبير."

Greener Lebanon– رؤية خضراء ومستقبل مزدهر هو مشروع  مشتركبين مؤسسة التعليم فوق الجميع (EAA) ومبادرة Generation Unlimited التابعة لليونيسف (GenU)، يهدف إلى تمكين الشباب في لبنان من قيادة العمل البيئي. يتيح هذا المشروع للشباب فرصة الانخراط في أنشطة خضراء تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي، والحد من النفايات، وتعزيز الممارسات المستدامة في مجتمعاتهم، وذلك من خلال منهج تدريبي مناخي شامل وتجارب عملية ضمن مبادرات محلية خضراء، وبهذا لا يطوّر الشباب مهاراتهم فحسب، بل يحوّلون العمل المناخي إلى مسار للنمو الشخصي والتمكين الاقتصادي وتحقيق الأثر المستدام.

بالأرقام – احصائيات مراسلي يو-ريبورت
 استكشف كيفية المشاركة
UNICEF logo