يتراوح عمر واحد من كل خمسة أشخاص في لبنان بين 10 و 24 عامًا - أي حوالي 30٪ من سكان البلاد. إن الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إيجابيون، يأملون أن يتغير واقعهم ويحرصون على المشاركة الإيجابية لتغيير هذا الواقع .تملك المنطقة فرصة لجني مكاسب ديموغرافية.
ومع ذلك، فإن نسبة البطالة لدى الشباب في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا هي الأعلى في العالم، حيث تبلغ 29.4٪ في شمال أفريقيا و 24.7٪ في الدول العربية. أمّا في لبنان، فإنّ 34٪ من الشباب عاطلون عن العمل. تتحمل الفتيات عبئا مزدوجا؛ فهنّ مقيدات بعمرهن إلى جانب معايير النوع الإجتماعي.
قامت اليونيسف، بتمويل من الحكومة الألمانية من خلال بنك التنمية الألماني KfW ، بإبتكار برنامج يهدف إلى توفير التدريب والعمل لآلاف الشباب في لبنان ، وتعزيز إمدادات المياه العذبة في البلاد في نفس الوقت.
إن تدابير الحماية الإجتماعية الترويجية أو التغييرية ، تهدف إلى توفير فرص إقتصادية أكبر، وتعزيز سبل العيش، وتحقيق مكاسب في الإنتاجية. وهي تشمل أنظمة القروض الصغيرة، وبرامج النقد مقابل العمل، وخطط ضمان التوظيف. فبسبب ارتفاع معدل البطالة بين الشباب، يبحث الشباب بشكل متزايد عن عمل في السوق غير الرسمية، وإنّ إنفاذ سياسات سوق العمل الوقائية ومعايير السلامة المهنية، ضروري، لحمايتهم من ظروف العمل الخطرة.
قام برنامج المراهقين والشباب التابع لليونيسف في لبنان في شهر أيار 2019، وبتمويل من حكومة ألمانيا من خلال بنك التنمية الألماني KFW وبالشراكة مع المنظمات غير الحكومية الوطنية LOST و ANERA و LRC ، بتوسيع نطاق التدريب على المهارات وخدمات دعم التوظيف من خلال برنامج النقد مقابل العمل ( برنامج C4W) وذلك نظراً للتحديات التي يواجهها شباب اليوم.
ويهدف هذا البرنامج إلى توفير التدريب والعمل لـ 3000 لبناني وغير لبناني من الشباب في قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة العامة، واعمال البناء. على أن يحيلهم البرنامج في نهاية المطاف إلى وظائف مدفوعة الأجر أو فرص ضمن برنامج النقد مقابل العمل C4W مع شركات بناء المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية.
بحلول شهر آذار 2020 درب هذا البرنامج وأحال 3000 شابًا وشابة إلى قسم المياه والصرف الصحي والنظافة العامة في اليونيسف. وانخراطاً في إعادة تأهيل سبعة عشر ينبوع، وبناء ثلاثة وثلاثين خزانًا، تم تزويد كل مستفيد من الشباب ب 40 يوم عمل مدفوع الأجر كحد أدنى، مع تمديد بعض الفترات للبعض منهم ، و البعض الآخر كانت فرص العمل بدوام كامل بانتظارهم عند نهاية برنامج C4W.
تم تدريب 2573 شابًا إضافيًا على مهارات البناء والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية جميعهم كانوا عاطلين عن العمل، والكثير منهم لم يعمل سابقاً على الإطلاق، ثم تم تزويدهم جميعاً بفرص توليد الدخل من خلال أنشطة تحسين المجتمع كالعمل في إدارة النفايات الصلبة ، وبناء وإعادة تأهيل مساكن الأسر الفقيرة.
تعلم الشباب مهارات قيمة، إلى جانب المنفعة الشخصية، من فرصة تلقي النقد مقابل العمل. أما العمال الذين لم يكن لديهم مهارات في البداية ، غادروا بعد أربعين يومًا كعمال بناء مع مهارات عالية.
هناك أمثلة لا تعد ولا تحصى حول الجسور الإيجابية للتماسك الاجتماعي التي تم بناؤها بين المجموعات التي لم تكن موجودة لديهم، في حياتهم العادية ، مع خلق فرصة لللقاء. اللبنانيون واللاجئين الفلسطينيين والنازحين السوريين - غالبًا ما ينظرون إلى بعضهم البعض بعدم الثقة، بسبب الاستناد إلى حد كبير الى المفاهيم الخاطئة وسوء الفهم.
كجزء من حكومة اليونيسف في ألمانيا من خلال برامج C4W و WASH الممولة من قبل بنك التنمية الألماني KFW ، تمكن الشباب المتنوع من الاختلاط بسهولة، في الموقع، وإنشاء أنشطة مشتركة ، بالإضافة إلى الترابط فيما بينهم من خلال العمل الجماعي وهدفهم المشترك في تسليم مشاريعهم بنجاح.
بالنسبة للبعض، كانت التجربة عميقة. يقول سركيس ، خريج إدارة أعمال وهو لبناني عاطل عن العمل يبلغ من العمر 21 عامًا، "لقد كان من الرائع أن يتعاون الجميع هنا جنبًا إلى جنب مع الآخرين من مناطق مختلفة من البلد ومن جنسيات مختلفة. من الواضح لأي شخص رأى ما حدث هنا أنه مع السلوك الصحيح وحيث تعمل العقول المنفتحة معًا ، كل شيء ممكن. بالنسبة لنا الآن ، جميع الناس متشابهون - يجب ألا يكون هناك تمييز من ناحية الجنسية أو الجنس أو القدرة ".
وجدت رؤية، البالغة من العمر 21 عامًا أيضًا ، وخريجة الفنون الجميلة ، تحدي بناء الشخصية. كانت أيامها الأولى صعبة عندما كانت مسؤولة عن مجموعة من عمال البناء الذكور. ومع ذلك ، "لقد أثبتت نفسي لهم. وتقول: "إن الرجال يحترمونني الآن". كانت رؤية واحدة من الشابات اللواتي عُرضت عليهنّ وظيفة دائمة من قبل شركة بناء الموقع Al Oula”".
يستمر البرنامج في إعادة تأهيل الأسر المحرومة - مع التركيز بشكل رئيسي على تسهيلات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية ، فضلاً عن تحسينات الأحياء وإعادة تأهيلها ، وأعمال الكهرباء في برج البراجنة ، وأعمال البناء داخل العديد من البلديات، لذلك القصص الفردية الناجحة تستمر بالنمو مع الإنجاز.
يواصل برنامج المراهقين والشباب في اليونيسف ، بالتعاون مع شركائهم الوطنيين ، وبتمويل من حكومة ألمانيا من خلال بنك التنمية الألماني KFW ، بتوسيع عنصر التدريب على المهارات وخدمة دعم التوظيف من خلال برنامج النقد مقابل العمل الناجح للغاية ، ويقدم تغييراً إيجابيًا في تطلعات شباب اليوم في لبنان. تساهم اليونيسف، من خلال تمكين الشباب في لبنان، في تحويل الشخص الذي يملك مشكلة الى شخص يملك الحل.
